جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية

وزارة الداخلية
جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية

ظاهرة الانتحار وعلاقتها بتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية

ظاهرة الانتحار وعلاقتها بتعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية

    (دراســة – تشخيص – علاج)

مقدم دكتور فتحي علي محمد

تعد ظاهرة قتل النفس التي حرمها الله بإرادة الأنسان بوعي أم بدون وعي ظاهرة خطيرة أقلقت كل المختصين في مجال العلوم الاجتماعية والنفسية والأمنية للبحث عن مسبباتها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية لمعرفة أسرارها مع المنتحرين.

وتأتي أهمية هذا المقال أن موضوع ظاهرة الانتحار من الظواهر التي أثرت على بنية المجتمع وما لها من تأثير سلبي على التنمية المجتمعية بصورة عامة وعلى الأسر الليبية بصورة خاصة. وهذا يجعلني اطرح سؤال في مقالي هذا للقارئ عن ماهي مسببات ظاهرة الانتحار وما علاقتها بتعاطي المخدرات؟

أولاً: الأسباب اقتصادية المتمثلة في سوء الحالة الاقتصادية وغلاء المعيشة وكثرة الديون وعدم القدرة على سدادها وعدم القدرة على التكيف مع البيئة المعيشية والفقر وعدم توافر فرص العمل والبطالة وعدم القدرة على تأمين متطلبات المعيشة اليومية الأبرز الذي دفع بعض الشباب إلى الانتحار.

تانياً: الأسباب الاجتماعية وكثرة المشكلات الأسرية التي يترتب على انتشارها نتائج مؤسفة مثل التفكك الأسري والطلاق وتأخر سن الزواج والفشل في الدراسة والعلاقات العاطفية وانتشار بعض الظواهر السلبية التي يأتي من أبرزها تقليد المسلسلات والافلام التي تحمل في طيتها كل ما هو غريب عن الواقع الليبي، فضلا عن انتشار المواقع الإباحية التي تسبب العجز الكامل لدى الشباب بالتفكير وتدفعهم للهاوية.

ثالثاً: الأسباب النفسية والمتمثلة في القلق والضغط النفسي وزيادة معدلات الاكتئاب والذي يحدث نتيجة الخوف واختلال الوضع الأمني وحالة الإحباط والصدمات المتأتية من كثرة الحروب التي مرت بها ليبيا وفقدان الأشخاص لأحلامهم وهنالك إهمال من الجهات المختصة لعدم تخصيص ميزانية خاصة لرعاية النفسية.

ثالثاً: الاسباب الثقافية لها التأثر الشديد ولاسيما عند صغار السن والمراهقين ومحدودي الثقافة بما تبثه القنوات الفضائية وعدم وجود برنامج إرشاد تربوي حقيقي في أغلب المدارس أو استراتيجية وطنية لمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية العنيفة والانتشار الكبير لخدمة الانترنت في البيوت والإدمان عليها.

رابعاً : ضعف الوازع الديني وقلة الإيمان بقضاء الله وقدره: لا شك بأن الانتحار هو محرم في جميع الشرائح وقد أكد الإسلام تحريمه تحريماً قاطعاً ولمعالجة هذه الظاهرة يحتاج منا إجراء دراسات وبحوث علمية للأشخاص الدين حاولوا الانتحار وفشلوا لمعرفة مسبباتها للاستفادة منها في عمليات الدراسة والتشخيص والعلاج وهذا العمل يقودنا إلى تبني استراتيجية وطنية شاملة للوقاية من ظاهرة الانتحار بالشراكة مع الجهات المختصة والعمل على معرفة  العوامل التي تدفع بعض الأفراد إلى الانتحار تحث تأثير المخدرات والمؤثرات العقلية والتركز على العلاج السلوكي لدى الأشخاص المدمنين المشتبه بهم والمعرضين للانتحار والعمل على توفير مركز للطب والصحة النفسية في ليبيا لمعالجة من لديهم ميول انتحارية ومراقبة الاباء والامهات إلى أبناءهم عند ملاحظة أي ظواهر نفسية واجتماعية على الأبناء والاستعانة بالأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين عند الحاجة لمساعدتهم على التعرف على سلوكياتهم ووقايتهم من الضغوطات النفسية ونشر ثقافة الحفاظ على النفس والحفاظ على التماسك الاسري وسبل الارتقاء بأفرادها وتعريفهم بمضار المخدرات والعولمة على الفرد والأسرة والمجتمع وما تحمله من أفكار تشجع على الانتحار. وزيادة البرامج العلاجية الخاصة بالاضطرابات الشخصية والأمراض النفسية والاهتمام بالتنشئة الاجتماعية للطفولة والمراهقة ومعالجة العزلة الاجتماعية والاكتئاب النفسي.

وختاماً: نوصي رجال الشرطة والمهتمين والأكاديميين والمختصين بضرورة فتح قنوات التواصل مع الجهات المعنية لتزويدهم بالإحصائيات الرسمية عن ظاهرة الانتحار الناتجة عن تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية وذلك لكي يتسنى لهم إجراء الدراسات والبحوث العلمية وضع التدابير الأمنية والوقائية لمواجهة ظاهرة تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية المسببة للانتحار.